حول المؤتمر
لقد شهدت المصارف الإسلامية منذ ظهورها في العقد السابع من القرن الماضي توسعا ملحوظا حققت من خلاله الكثير من الإنجازات الاقتصـادية والاجتمـاعية في البلدان الإسلامية بتعاملها القائم على أحكـام وضوابط الشريعة الإسلامية، حيث تطورت سريعا بالتوازي مع التطور المتسارع في جميع المجـالات الاقتصادية والمالية، وعكست صورة مشرقة كنمـوذج تطبيقي للاقتصاد الإسلامي، كما أثبتت للعالم قدرتها على تجنب الأزمات المالية وتقليل مخاطرها، وهـو ما جعلها تزداد توسعا وانتشارا حتى في الدول الأوروبية التي بدأت تدريجيا بتطبيق العمـل المصرفي الإسلامي من خلال النوافذ الإسلامية في مصارفها، أو من خلال مصارف إسلامية مستقلة، إلا أن هذه المسيرة المباركة تواجه حاليا الكثير من التحديات سواء على المستوى المحلي أو العالمي في شكل حملات تشكيك ودعاية سلبية أثرت سلبا على ثقة الكثير من أفراد لمجتمعات في التعامل مع المصارف الإسلامية. فقد تعددت الآراء حول العمل المصرفي الإسلامي بإطاره النظري والتطبيقي بين اتجاهين، حيث يرى الاتجاه الأول بأن الصيرفة الإسلامية في اتجاهها الصحيح وفي طور التوسع بالرغم من وجـود بعض الأخطاء والتجاوزات المحدودة، واتجـاه آخر معارض يرى بأن المصارف الإسلامية الحالية ما هي إلا تحايل على المصـارف التقليدية وأنها لا تحمل من الإسلام إلا المسمى، وقد بنى هذا الاتجـاه الأخير رؤيته بالاعتمـاد على واقع الفجـوة بين الفكر النظري للعديد من المص ارف الإسلامية وبين الواقع التطبيقـي العملي لها، وفي ظل هذا التج اذب بين الاتجاهين السابقين يأتي هذا المؤتمر ليتناول واقع المصارف الإسلامية بعد تجربة تجاوزت أربعة عقود من عمرها، والوقوف على أهم التحديات والصعوبات التي تقيد عملها، ومن ثم محاولة وضع الحلـول لتحقيق الأهداف المأمولة من نشأتها وتوسعها، ولتحقيق أهداف المؤتمر سيتم تناول موضوعه من الجوانب الاقتصادية والتمويلية والمحاسبية والإدارية بالإضافة إلى جانب الرقابة والتدقيق الشرعي والبيئة السياسية والتشريعية، وتتجسد هذه الجوانب في المحاور الخمسة للمؤتمر